يروى أن امرأة عجوزاً دخلت على السلطان سليمان القانوني
وشكت له جنوده الذين سرقوا منها ماشيتها ، بينما كانت نائمة بمنزلها
فقال لها السلطان مؤنباً : كان عليكِ أن تسهري على مواشيك ولا تنامي !
فرمقته العجوز وأجابت على تأنيبه : ظننتك ساهراً علينا يامولاي فنمت مطمئنة البال .
فقال السلطان : معكِ حق
قال أعرابي : خرجت في بعض ليالي الظلم فإذا أنا بجارية كأنها علم فأردتها عن نفسها
فقالت : ويلك أما كان لك زاجر من عقل ،إذا لم يكن لك ناه من دين ؟
فقلت : إنه والله ما يرانا إلا الكواكب .
قالت : فأين مكوكبها ؟
قال عمر بن الخطاب لا تزيدوا في مهر النساء على أربعين أوقية ، وإن كانت بنت ذي الغصة
( يعني يزيد بن الحصين الصحابي الحارثي )
فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال ، فقالت امرأة من صف النساء طويلة في أنفها فطس :
ماذاك لك . قال : ولمَ ؟ قالت : لأن الله عز وجل قال : ( وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا
أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبينا ) .
قال عمر : امرأة أصابت ورجل أخطأ
كان رجل ذا جاه ومال ، بنى لنفسه داراً وكان في جوارهبيت لعجوز لا يساوي شيئاً من المال ، وكان محتاجاً إليه في توسعة داره ، فعرض عليها مبلغاً كبيراً من المال ثمناً لبيتها فأبت أن تبيعه !
فقيل لها : إن القاضي سيحجر عليكِ بسفهك لأنك أضعت مبلغاً كبيرا ودارك لا تساوي شيئا
فقالت : ولم لا يحجر القاضي على من يريد الشراء بهذا المبلغ الكبير ؟
قال الحسن بن علي بن الحسين لامرأته عائشة بنت طلحة : أمرك بيدك !
فقالت : قد كان عشرين سنة بيدك فأحسنت حفظه ، فلم أضيعه إذا صار
بيدي ساعة واحدة وقد صرفته إليك ! فأعجبه ذلك منها فأمسكها
بكت عجوز على ميت ، فقيل لها : بماذا استحق هذا منك ؟
فقالت : جاورنا وما فينا إلا من تحل له الصدقة ،
ومات وما منا إلا من تجب عليه الزكاة .
هل لديك ذكاءً حاداً ؟
هل لديك قوةٌ خارقة ؟
هل لديك جمالاً أخاذاً ؟
هل لديك معلوماتٌ ضخمة ؟
إن البعد عن الله لا يثمر إلا ضيقاً وحيرةً مهما كان لديك من مواهب ... بل أن مواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تخلو من توفيق الله وتُحرم بركته ...
هل تعتذر بوالدك المشغول أو الذي لا يتصرف معك تصرفاً مناسباً ؟
هل تعتذر بوالدتك ؟
هل تعتذر بزوجتك أو أختك أو أخوك الذين لا يعينونك على الطاعة ؟
هل تعتذر بالأصدقاء غير الصالحين ؟
أم تعتذر بتصرفات بعض الملتزمين التي تراها غير مناسبة ؟
انك مع كل هذه الأعذار لست معذوراً ... لأنك تُحاسب وحدك ... وسوف تنشغل عنك أُمك وأبيك وزوجتك وأخيك :
{ يوم يفر المرءُ من أخيه * وأُمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكلِ أمرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه {
وسوف تندم أشد الندم يوم القيامة على مصاحبة هؤلاء الأصحاب الذين لا يعينونك على الطاعة :
{ ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني إتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا * } الفرقان .
كما أنك لست ملزماً بتصرفات بعض الملتزمين الخاطئة لأن عودتك إلى الله هي من أجلك أنت وليست من أجلهم فهي لتكن واقعياً ، ومنطقياً ، بعيداً عن العاطفة ، أيهما أحق بالثناء والإعجاب ، الشاب الذي ينتصر على شهوته ويستعلي على رغبته إستجابة لمرضاة الله عز وجل ، أم الآخر الذي ينهار أمام داعي الشهوة ويسعى لتحقيقها على أشلاء كل خلق وفضيلة ؟
فابدأ الان واتخذ القرار الشجاع
***************************
"معا نصنع الحياة"